تغير يا صديقي مستواها - كأني ما لثمت لها شفاها
وكم كانت تهاتفني شهورا- وتحلم أن تراني أو اراها
تتابعني وتسأل أصدقائي - ومن سنوات ترصدني خطاها
فأتعبها الوصول إلى طريقي - وكم عانت لكي تلقى مناها
ولما قابلتني صارحتني - وأقسمت اليمين أنا فداها
واسمي في حقيبتها حجاب - يعطر صورتي فيها شذاها
ولما استدرجتني علقتني - فافنيت الليالي في هواها
تآلفنا تمازجنا التحفنا - بنار أحرق الدنيا لظاها
سقتني من عصير السحر كأسا - فلم أخضع لساحرة سواها
كحارسها لما تبغيه أجري - وأخترق المحال إلى رضاها
سياط الشك تجلدني وقلبي - هوى في بئر غيرته وتاها
أحالتني بقلتعها أسيرا- فإن قاومت تلسعني عصاها
وقال الناس خادمها المطيع - أذلته ونالت مبتغاها
فكم من قبلك اصطادت نجوما - لكي تسمو الأميرة في سماها
أتى يوم به استرجعت عقلي - وخيل كرامتي رفعت لواها
وحطمت القيود وقلت كلا - وأسدلت الستار على هواها
فزلزلت الزلازل فوق رأسي - وهب الناس رعبا من نداها
تعيرني بعار ليس عاري - بقلب أحرقته على لماها
وتعلن انها صقلت وجودي - وإني صخرة لولا يداها
وإني كنت أرصدها شهورا - وأستجدي اللقاء لكي أراها
وتطعنني بخنجرها وتشكو - دم المظلوم تسحقه خطاها
وعام مر واليوم التقينا - بحفل فيه تاجرها رماها
وتاجرها خبير بالنساء - وزير لا ينافس أو يضاهى
ومن عجب ! يقدمني إليها - فترفض أن تصافحني يداها
وتسحبه ويسحبها وامضي - ولا أدري اشترته أم اشتراها .