البرنس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عام يحتوي على أقسام متنوعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إمرأة تحت الرماد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملكة الأحساس
مشرف
مشرف
ملكة الأحساس


عدد الرسائل : 81
الاوسمه : إمرأة تحت الرماد Tmqn3
تاريخ التسجيل : 19/07/2008

إمرأة تحت الرماد Empty
مُساهمةموضوع: إمرأة تحت الرماد   إمرأة تحت الرماد Icon_minitimeالسبت يوليو 19, 2008 8:33 am

إمرأة تحت الرماد



هذه القصة نقلتها لكم انشاء الله تعجبكم
مؤثرة جدا حياكم تفضلوا.......... Embarassed Embarassed

الليله قمريه.... والجو ربيعي لطيف... تتضارب أوراق الشجر الوليدة مع بعضها جراء رياح خفيفه . تهب بنسيم عليل وخلف كل هذا الجمال الطبيعي يختلي أحمد بزوجته بعد أن غادر الضيوف وقد أمتلأت قلوبهم سعادة وسرور.. نعم إنها الليله التي تم فيها عقد زواج أحمد من أبنة خالته فاطمه ...
خرج الأثنان والسعاده تتراقص بأوتار قلوبهما . عرج بها نحو شارع طويل مشرق.... هتفت له بكلمات هادئة خارجة عن حياء شديد
فاطمة: هذا ليس طريق بيتنا , إلى أين نحن ذاهبان
تبسم أحمد تبسمات هادئة وقال : أعلم ولكن أتجاهنا أول سيكون هناك . حيث الخضرة وحيث الجمال. حيث لا عيون للبشر ترقبنا لنكون أنا وأنتِ وكلمات الليل الفضيه.... وكان أتجاههما نحو شاطئ الأحلام . هناك حيث قضيا أمتع اللحظات... وعاهد كل منهما الآخر على أن يكونان مع بعضهما إلى آخر العمر....
..... تغير الجو , وتلبدت السماء بالغيوم لتعلن عن قدوم عاصفة ممطرة .... وفعلاً بدأ المطر في تساقط وأصبح الجو قارساً ....فلم يكن من ذلك بد أن يغادر أحمد مع عروسه إلى منزلهما الجديد .... إلى عش الأحلام حيث الهدوء والطمأنينة تحف كل زاويه من زواياه.....


عاش الأثنان في أعظم سعاده . فلم تمض عليهما إلا بضعة أشهر حتى حملت فاطمة بحملها الأول الذي كان بداية للسعادة الأكيدة.... أحمد يهتف بهتفات خفية( سأصبح أباً) ..... والجد والجدة عيونهما تفيض دمعاً لشدة السعادة فكيف لا وهذا الحفيد الأول
...... مرت الأيام والليالي والكل ينتظر قدوم المولود الجديد ... وهذا يتسائل هل سيكون ولداً , أم بنتاً ؟ والآخر يقول : قد يكون مثل أبيه في شكله وسلوكه.... احتمالات طويله تؤكد عن عمق أشتياق الكل لهذا الزائر الجديد .
وفعلاً جاء اليوم الموعود اليوم الذي أنجبت فيه فاطمة وليدها الحبيب .... وليدها الذي شعرت أنها ملكت الدنيا بوجوده... احتضنته بين صدرها, قبلت جبينه الصغير وفي نفس اللحظة بكت بدموع غزيرة بكت إلى أن انهارت قواها وتساءلت كما لم تتساءل من ذي قبل ....هل سأعيش وأربي طفلي الغالي أم سيكون مشرد يتيماً بعيداً عن عالم السعادة؟
كلمات راودتهاكثيراً حتى أسلمت نفسها للنوم إلى اليوم التالي .

حيث أجتمع الأهل بالمستشفى ومعهم أحمد بعد أن أخبروه بالأمر وحضر من عمله..... اجتمعوا مهنئين بقدوم المولود العزيز ..... أخذوا ينظرون إليه بشغف...... استلمه احمد بدوره ليقبله قبله ساخنة ...أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.....
نظر إلى وجه زوجته وقلبه مفعم بآيات الحب والتقدير وقال.... سأسميه علي...... تبسمت فاطمه لتكفي أحمد عن ألف قول بداخل قلبها المليئ بالرحمه والحب..........


عاد الجميع إلى البيت مع طفلهم بعد أن أتموا الإجراءات الكامله لخروجه ..... عاد وعادت معهم تباشير السعادة التي قضوها في ليلة الزفاف ..... لحظتان في العمر أنطبعت في نفس أحمد ...بل في نفس فاطمة لتكون ذكرى خالدة ,تحيي الليلي البهيمية بجمالها وقداستها عندهما .........مر شهر كامل على أنجاب علي .أصبح جميلاً نظراته تدل على براءة طفوليه مفعمة بالحب والإيمان الصادق .....كانت ليلة الجمعة. الليله التي تنتظر فيها فاطمة رجوع زوجها من العمل ليقضي معهم أيام الإجازة .... طال انتظارها حتى منتصف الليل ...أرتدت معطفها الأرجواني خرجت سارحة في حديقة البيت ..... رفعت رأسها إلى السماء ,لترى جمال النجوم وبريقها
أرتشفت شيئًا من الدموع الساخنة همهمت بكلمات حزينة خفية :اللهم أعده لي ولطفله سالماً يا الله ...تنحت جانباً لتنظر خلفها .....فلم ترَ أحد يشاركها همومها وأحزانها ...يلفها برد الليل وهدوئه ...الصمت ....والبدرالمنير خلعت معطفها لتتنهد تنهدات مؤلمة تؤكد عن قلق عميق حتى الجنون...... بين الفينة والأخرى تنظر لعقارب ساعتها ...مالها تطول تطول وكأنها تابى الحراك ..... ساعات بين الألم والانتظار ... يرتفع فيها صوت المؤذن بأعذب الكلمات.....

قفزت فاطمة من مكانها ذكرت الله وصلت على محمد وآله ...لتملأ السكينة أرجاء قلبها الجريح ... اتجهت نحو غرفتها قرأت شيئاً من القرآن صلت الفجر ...سالت دموع عينيها ألماً دعت الله من قلب حزين :أيا رب هاقد بان من الصبح عمود... ولم يرجع احمد .............؟؟ دخلت الوساوس إلى قلبها هل جرى له شيئ ؟ ألن يعود...؟ ألف سؤال سؤال دار في مخيلتها .... لا تدري ماذا تعمل ...أتبكي ...أتصرخ أم تصبر حتى تستيغظ الناس فقد يعود... وفعلاً بقيت تنتظر ؟وتنتظر حتى استسلمت لإغفاءة تدل عن تعب شديد .....إغفاءة قصيرة لتصحو بعدها على إثر صرخات وبكاء وعويل هرولت مسرعة هنا.....هناك.... ماذا جرى؟ هذه تبكي.... وتلك تنوح.. أخذت تنظر إليهن وعيناها غائرتان.. أصوات غريبة تتوارد علىمسمعها ...صوت واحد كان واضح....................................... أن أحمد قد قُتل ...لم تصدق أذناها ما سمعت..... فزعت نادت بصوت حزين: أو ما تقولونه حقيقة؟....... أاحمد مات حقاً ؟اتاها الجوب القاتل من بين ألف ميل يؤكد صحة القول ....انهارت على الأرض أنتهت أحلامها وآمالها ..........اكتفت بالنظر...عيناها ممتلئتان بالدموع لكنها لا تسطتيع ان تصرخ.....الحزن يعصر قلبها .....كيف لا ولم تمض على زواجها إلا سنة واحدة ....كيف لا ووليدها المسكين الذي أصبح يتيماً قبل أن يعي معنى الحياة ومشاكلها...أصبح يتيماً قبل أن يرتمي في أحضان أبيه وينهل منه القسط الكافي من الحب والأمان ...مات أحمد.... مات ولم ير وليده إلا مرتين فقط
...........بكت الطيور دماً ...هبت نسائم الريح عليلة للمصاب .حتى عسعس الليل بظلامه ليعسعس قبله الألم على قلب فاطمة...... اصطحبتها أختها إلى غرفتها لترقدها فوق الفراش .....خرجت عنها لتتركها وحيدة تعيد شريط الذكريات شريط الماضي الدفين....تطلعت يميناً وشمالاً كرهت غرفتها ....كرهتغرفها وكرهت النافذة بل وحتى هذه الجدران التي تذكرها بصدى صوته ,أغمضت عيناها بشدة لتسمع آهات أحمد وأنينه بعيداً هناك.....حيث الغربة والصراع .....تاهت احلامها في دهاليز الضياع نادت بصوت ضعيف أحمد حطمت كل أحلامي التي نسجتها بخيوط لولبية من أجل المستقبل ...المستقبل الذي خططنا له أنا وأنت .... والصمت....والليل الحزين ...رحلت وتركتني وحيدة تركت طفلك أمانة في عنقي ....رحلت لتتفجر أيام الذكرى نار تحرقني ...رحلت لاكون رماداً تحت وطأة عذابها ......
الحقيقة أن كلمات فاطمة كانت كالسهام الناشبة كل كلمة كانت تنطق بها تؤكد عن معنى الحب والتضحية الخالصة

..................مرت الشهور طويلة ,تسير على قارب الآلام ..... مرت الأيام ولا زالت التحقيقات جارية لمعرفة القاتل الذي تسبب في موت أحمد وفعلاً تم الغبض عليه ...أنه رجل لا يعرف معنى كلمة الرجولة أنتقم من احمد كي ينال منصبه في العمل..أنتقم وأي أنتقام .... أطلق عليه ثلاث رصاصات أسكنها ساخنة بقلبه الضعيف ,تركه يعاني سكرات الموت وحده بالصحراء ينزف دماءه فوق رمالها الدافئة , يهتف بصوته الحزين :أيا رب حكم العدو لا يرحم ...تركه يئن ويستغيث ,يطلب العن وهو يقاسي الموت غصة بعد غصة
....أودعوه إلى السجن لينال التعذيب جراء فعلته الشنعاء ..... أصبح يظهر المسكنة كي يعفو عنه ....أرسل مع أهله ألف خطاب لأهل أحمد وقال فيه أنه قادر أن يدفع ملاين الأموال أن هم تنازلوا عن حقهم ......... ولكن الأهل رفضوا بشدة كيف يبيعون حياة أغلى انسان على قلبهم بحفنة مال زائف أنه زائل ...كيف يتنازلون عن حق ذلك الوليد الذي لم يعٍ معنى الحياة فما ذنبه حتى يكون يتيماً ....وفاطمة المسكينة ما ذنبها حتى تتحطم أحلامها في عالم السراب ...ما ذنبها وقد حملت ملابسها من جديد واخذت معها فلذة كبدها لتعود إلى بيت أهلها وكأنها شيئاً لم يكن

سنين بعد سنين ويكبر علي لينطق بأحلى كلمة في الوجود على قلب فاطمة ....لقد أزالت كل همومها أفنت حياتها من اجل طفلها تناست زوجها الراحل لتعوض ابنها حنان الأم والأب معاً أسكبت عليه دموع عينها دماً حتى نشأ وترعرع في ظل اليتم والحرمان .... وعلى الرغم من ضعف حالهم وفقر أبيها إلا أنها تحملت ذلك المصروف القليل أكتفت باليسير لتعطي طفلها كل ما تملك
....... حتى كانت تلك الليلة ,الليلة التي جاء فيها أهل أحمد يطلبون فاطمة للزواج من أبنهم الآخر ....... أصروا على طلبهم من أجل علي الذي حرم حنان الأب وقالوا : لا بد أن يعيش الطفل في أحظان عمه حتى يعوضه كل ما فات
.......ارتمت فاطمة باكية ,شاحية ..لقد أعادوا إليها الماضي بكل آلامه وأحزانه .....ذكروها بتلك الأيام التي حاولت جاهدة وعملت المستحيل من أجل نسيانها ...ذكروها بتلك اللوحة التي اختط عليها أحمد صور رجل وأمرأة يسيران في درب مظلم طويل بلا نهاية .... حينها عرفت فقط أن قصد أحمد من هذه الصورة واضح ومفهوم أن الطريق طريق الموت والرحيل بلا عودة

الليل يخيم بسكونه ..فاطمة تقطع الغرفة ذهاباً وإياباً ,الحيرة تملأ أرجاء قلبها ,هل توافق على هذا الزواج وتوفر الحب لطفلها حقاً ؟......ام ترفض من أجل حبها الاول لزوجها وتترك طفلها يتيماً محروماً من الاب وحنانه العمر كله .... الحيرة تقتلها , والأفكار تتضارب في عقلها لا تستطيع التفكير اكثر من ذلك ...أتعبتها الحياة ونالت منها حتى اكتفت ......بادرت إلى الفراش لتنام نوماً طويلاً نوم ترى على أصدائه ذلك المستقبل الجميل ... حلم الماضي ,وحلم المستقبل الجديد ,تركت الأمر إلى ربها دعت دعوات طويلة احتضنت طفلها بحنان وكأنها تشتم صدره لأول مرة لتؤكد أن حب الأمومة وحنانها يفوق ألف حب ....وأن الأم تضحي ولو بحياتها من أجل سعادة أبنائها
فهل يشرق فجر السعادة من جديد ؟ وهل توافق فاطمة وتبدأ الحياة القادمة حياة الحب والتضحية من جديد..............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إمرأة تحت الرماد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنس  :: قسم عذب الكلام :: منتدى الخواطر-
انتقل الى: