البرنس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عام يحتوي على أقسام متنوعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
البرنس الاول
Admin
Admin
البرنس الاول


عدد الرسائل : 57
تاريخ التسجيل : 16/07/2008

ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني   ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 9:52 am


ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني 23861305ju3


ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني 41db2e71159eb11cdbceb650cbd6f05f4g

ثم أنها ( ع ) سافرت هذا السفر المحزن وهي حزينة القلب كسيرة الخاطر باكية العين ناحلة الجسم مرتعدة الاعضاء ، قد فارقت أعز الناس عليها وأحبهم إليها ، تحف بها النساء الارامل والايامى الثواكل ، وأطفال يستغيثون من الجوع والعطش ،


ويحيط بها القوم اللئام من قتلة أهل بيتها وظالمي أهلها وناهبي رحلها ، كشمر بن ذي الجوشن وزجر بن قيس وسنان بن أنس وخولي بن زيد الاصبحي وحرملة بن كاهل وحجار بن أبي أبحر وأمثالهم لعنهم الله ، ممن لم يخلق الله في قلوبهم الرحمة إذا


دمعت عيناها أهوت عليها السياط ، وإن بكت أخاها لطمتها الايدي القاسية ، وهكذا كان سفرها هذا . ولقد تواترت الروايات عن العلماء وأرباب الحديث بأسانيدهم عن حذلم ابن كثير قال : قدمت الكوفة في المحرم سنة إحدى وستين عند منصرف علي بن الحسين ( ع ) [ ومعه النساء والاطفال ] من كربلاء ومعهم الاجناد يحيطون بهم ، وقد خرج الناس للنظر إليهم ، فلما أقبلوا بهم على الجمال بغير وطاء وجعلن نساء الكوفة يبكين وينشدن ، فسمعت علي بن الحسين ( ع ) يقول بصوت ضئيل وقد نهكته العلة وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه : إن
هؤلاء النسوة يبكين فمن قتلنا ، قال : ورأيت زينب بنت علي ( ع ) ولم أر خفرة أنطق منها كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( ع ) قال : وقد أومت إلى الناس أن اسكتوا فقالت ( ع ) : الحمد لله والصلاة على محمد وآله الطيبين الاخيار ،
أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر ، أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ، ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ، والصدر الشنف ، وملق الاماء ، وغمز
الاعداء ، أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ، أتبكون وتنتحبون ؟ أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها
أبدا ، وأني ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ حيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدره سنتكم ألا ساء ما تزرون ، وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب السعي ، وتبت الايدي ، وخسرت الصفقة ، وبئتم
بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة ، ويلكم يا أهل الكوفة : أتدرون أي كبد لرسول الله ( ص ) فريتم ، أي دم له سفتكم ، وأي حرمة له انتهكتم ، ولقد جئتم بها صلعاء عنقاء ، سوداء ، فقماء ، خرقاء ، شوهاء ، كطلاع الارض ، أو ملئ
السماء ، أفعجبتم أن مطرت السماء دما ، ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون ، فلا يستخفنكم المهل ، فإنه لا يحفزه البدار ، ولا يخاف فوت الثار ، وإن ربكم لبالمرصاد . قال الراوي : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون ، وقد وضعوا
أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخا واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته بالدموع ، وهو يقول : بأبي أنتم وأمي : كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل ، لا يخزى ولا يبزى .
قال المؤلف النقدي أعلا الله مقامه ، أقول : وهذا حذلم بن كثير من فصحاء العرب أخذه العجب من فصاحة زينب وبلاغتها ، وأخذته الدهشة من
براعتها وشجاعتها الادبية ، حتى أنه لم يتمكن أن يشبهها إلا بأبيها سيد البلغاء ، فقال : كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين ( ع ) ، وهذه الخطبة رواها كل من كتب في وقعة الطف ، أوفي أحوال الحسين ( ع ) ،
ورواها الجاحظ في كتابه ( البيان والتبيين ) عن خزيمة الاسدي قال : ورأيت نساء الكوفة يومئذ قياما يندبن مهتكات الجيوب ،
ورواها أيضا أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر بن طيفور في ( بلاغات النساء ) وأبو المؤيد الموفق بن أحمد الخوارزمي في الجزء الثاني من كتابه ( مقتل الحسين ) وشيخ الطائفة في أماليه وغيرهم من أكابر العلماء ، ومن بلاغتها وشجاعتها الادبية ما ظهر منها ( ع ) في مجلس ابن زياد .
قال السيد ابن طاوس وغيرهم وممن كتب في مقتل الحسين ( ع ) أن ابن زياد ( لع ) جلس في القصر وأذن للناس إذنا عاما ، وجئ برأس الحسين ( ع ) فوضع بين يديه ، وأدخلت عليه نساء الحسين ( ع ) وصبيانه ، وجاءت زينب بنت علي ( ع )
وجلست متنكرة ، فسأل ابن زياد ( لع ) : من هذه المتنكرة فقيل له هذه زينب ابنة علي ( ع ) فأقبل عليها فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم ، فقالت ( ع ) : إنما يفتضح الفاجر ويكذب الفاسق وهو غيرنا ، فقال : كيف رأيت صنع الله
بأخيك وأهل بيته ؟ فقالت : ما رأيت إلا خيرا ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج ونخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة ، فغضب اللعين وهم أن يضربها فقال له عمرو
بن حريث : إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها ، فقال لها ابن زياد ( لع ) : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك ، فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فلقد
اشتفيت ، فقال ( لع ) : هذه سجاعة ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا ، فقالت : يا ابن زياد ما للمرأة والسجاعة وإن لي عن السجاعة لشغلا .
وفي ( لواعج الاشجان ) للسيد محسن الامين ( أعلا الله مقامه ) : وكتب
ابن زياد إلى يزيد يخبره بقتل الحسين ( ع ) وخبر أهل بيته ، وساق الحديث إلى أن قال : وأما يزيد فإنه لما وصله كتاب ابن زياد أجابه عليه يأمره بحمل رأس الحسين ( ع ) ورؤوس من قتل معه ، وحمل أثقاله ونسائه وعياله ، فأرسل ابن زياد
الرؤوس مع زجر بن قيس ، وأنفد معه أبا بردة بن عوف الازدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة إلى يزيد ، ثم أمر ابن زياد بنساء الحسن ( ع ) وصبيانه فجهزوا ، وأمر بعلي بن الحسين فغل بغل إلى عنقه ، وفي رواية في يديه
ورقبته ، ثم سرح بهم في أثر الرؤوس مع محفر بن ثعلبة العائدي وشمر بن ذي الجوشن ، وحملوهم على الاقتاب وساروا بهم كما يسار بسبايا الكفار ، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرؤوس ، فلم يكلم علي بن الحسن ( ع ) أحدا منهم
في الطريق بكلمة حتى بلغوا الشام ، فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع محفر بن ثعلبة صوته فقال : هذا محفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة ، فأجابه علي بن الحسين ( ع ) ما ولدت أم محفر أشر وألام ،
وعن الزهري أنه لما جاءت الرؤوس كان يزيد ( لع ) على منظرة جيرون فأنشد لنفسه :


[ لما بدت تلك الحمول وأشرقت * تلك الشموس على ربى جيرون ]
[ نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح * فلقد قضيت من النبي ديوني ]

قال السيد ابن طاوس ، قال الراوي : ثم أدخل ثقل الحسين ( ع ) ونساؤه ومن تخلف من أهل بيته على يزيد بن معاوية وهم مقرنون في الحبال ، فلما وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال قال له علي بن الحسين : أناشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول


الله ( ص ) لو رآنا على هذه الصفة ؟ فأمر يزيد بالحبال فقطعت ثم وضع رأس الحسين ( ع ) بين يديه . وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه ، فرآه علي بن الحسين ( ع ) فلم يأكل بعد ذلك أبدا ، واما زينب فإنها لما رأته أهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب : يا حسيناه يا
حبيب رسول الله يابن مكة ومنى ، يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا بن بنت المصطفى . قال الراوي : فأبكت والله كل من كان في المجلس ويزيد ساكت ،


قال السيد ابن طاوس : ثم دعا يزيد بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين ( ع ) ، فأقبل عليه أبوبرزة الاسلمي وقال : ويحك يا يزيد أتنكث بقضيبك ثغر الحسين ( ع ) ابن فاطمة ( ع ) ، أشهد لقد رأيت النبي ( ص ) يرشف ثناياه وثنايا أخيه


الحسن ( ع ) ويقول : أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا . قال الراوي : فغضب يزيد وأمر بإخراجه فأخرج سحبا ، قال : وجعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعرى :


[ ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الاسل ]
[ لاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل ]


[ قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل ]
[ لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل ]
[ لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل ]


خطبة زينب ( ع ) في مجلس يزيد في الشام : قال الراوي : فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ( ع ) فقالت : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه كذلك يقول : ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن


كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون ) ( 1 ) أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الارض وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الاسراء أن بنا هوانا على الله ، وبك عليه
كرامة ، وأن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة . والامور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، فمهلا مهلا ، أنسيت قول الله تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي


لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ) ( 1 ) أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإمائك ، وسوقك بنات رسول الله ( ص ) سبايا قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الاعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن


أهل المناهل والمناقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمى ؟ وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الازكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟ وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت


من نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والاحن والاضغان ؟ ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم :

[ لاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل ]


منحنيا على ثنايا أبي عبد الله ( ع ) سيد شباب أهل الجنة تنكثها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك ! وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد ( ص ) ، ونجوم الارض من آل عبد المطلب ، وتهتف بإشياخك زعمت أنك


تناديهم فلتردن وشيكا موردهم ، ولتودن انك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت ، أللهم خذ بحقنا وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك ممن سفك دماءنا وقتل حماتنا ، فوالله ما فريت إلا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك ، ولتردن على


رسول الله ( ص ) مما تحملت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم ، ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ( 2 ) وحسبك الله حاكما و
خصيما وبجبرائيل ظهيرا ، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين ، وبئس للظالمين بدلا ، وأيكم شر مكانا وأضعف جندا ، ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، إني لاستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى
والصدور حرى ، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الايدي تنطف من دمائنا ، والافواه تتجلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مغنما
لتسدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ( وما ربك بظلام للعبيد ) ( 1 ) فإلى الله المشتكى وعليه المعول ، فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا تدحض عنك عارها ، وهل
رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين ، فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لاولنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم
ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل . فقال يزيد :


[ يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون الموت على النوائح ]


قال المؤلف النقدي ( أعلا الله مقامه ) : إن بلاغة زينب وشجاعتها الادبية ليست من الامور الخفية ، وقد اعترف بها كل من كتب في وقعة كربلاء ، ونوه بجلالتها أكثر أرباب التاريخ ، ولعمري إن من كان أبوها علي بن أبي طالب ( ع ) الذي ملات
خطبه العالم وتصدى لجمعها وتدوينها أكابر العلماء ، وأمها فاطمة الزهراء صاحبة خطبة ( فدك الكبرى ) وصاحبة ( الخطبة الصغرى ) التي ألقتها على مسامع نساء قريش ، ونقلتها النساء لرجالهن ، نعم إن من كانت كذ
فحرية بأن تكون بهذه الفصاحة والبلاغة ، وأن تكون لها هذه الشجاعة الادبية والجسارة العلوية ، ويزيد الطاغية يوم ذاك هو السلطان الاعظم والخليفة الظاهري على عامة بلاد الاسلام تؤدى له الجزية الامم المختلفة والامم المتبانية في مجلسه ، الذي


أظهر فيه أبهة الملك وملاه بهيبة السلطان ، وقد جردت على رأسه السيوف ، واصطفت حوله الجلاوزة ، وهو وأتباعه على كراسي الذهب والفضة وتحت أرجلهم الفرش من الديباج والحرير ، وهي صلوات الله عليها في ذلة الاسر ، دامية القلب


باكية الطرف ، حرى الفؤاد من تلك الذكريات المؤلمة والكوارث القاتلة ، قد أحاط بها أعداؤها من كل جهة ، ودار عليها حسادها من كل صوب ، ومع ذلك كله ترمز للحق بالحق ، وللفضيلة بالفضيلة ، فتقول ليزيد غير مكترثة بهيبة ملكه ولا


معتنية بأبهة سلطانه : أمن العدل يا ابن الطلقاء ، وتقول له أيضا : ولئن جرت على الدواهي مخاطبتك إني لاستصغر قدرك وأستعظم تقريعك واستكثر توبيخك ، فهذا الموقف الرهيب الذي وقفت به هذه السيدة الطاهرة مثل الحق تمثيلا ، وأضاء إلى


الحقيقة لطلابها سبيلا ، أفحمت يزيد ومن حواه مجلسه المشؤوم بذلك الاسلوب العالي من البلاغة ، وأبهتت العارفين منهم بما أخذت به مجامع قلوبهم من الفصاحة ، فخرست الالسن وكمت الافواه وصمت الآذان ، وكهربت تلك النفس النورانية تلك


النفوس الخبيثة الرذيلة من يزيد وأتباعه بكهرباء الحق والفضيلة ، حتى بلغ به الحال أنه صبر على تكفيره وتكفير أتباعه ، ولم يتمكن من أن ينبس ببنت شفة ليقطع كلامها أو يمنعها من الاستمرار في خطابتها ، وهذا هو التصرف الذي يتصرف به أرباب الولاية متى شاؤوا وأرادوا بمعونة الباري تعالى لهم ، وإعطائهم القدرة على ذلك .
وما أبدع ما قاله الشاعر الجليل السيد مهدي بن السيد داود الحلي عم الشاعر الشهير السيد حيدر رحمهما الله في وصف فصاحتها وبلاغتها من قصيدة :

[ قد أسروا من خصها بآية * التطهير رب العرش في كتابه ]
[ إن ألبست في الاسر ثوب ذلة * تجملت للعز في أثوابه ]


[ ما خطبت إلا رأوا لسانها * أمضى من الصمصام في خطابه ]
[ وجلببت في أسرها آسرها * عارا رأى الصغار في جلبابه ]
[ والفصحاء شاهدوا كلامها * مقال خير الرسل في صوابه ]

ومن شجاعتها الادبية في مجلس يزيد ما نقله أرباب المقاتل وغيرهم من رواة الاخبار : أن يزيد دعا بنساء أهل البيت والصبيان فأجلسوا بين يديه في مجلسه المشؤوم ، فنظر شامي إلى فاطمة بنت الحسين ( ع ) فقام إلى يزيد وقال : يا أمير


المؤمنين هب لي هذه الجارية تكون خادمة عندي ؟ قالت فاطمة بنت الحسين ( ع ) : فارتعدت فرائصي ، وظننت أن ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب فقلت : عمتاه أو تمت واستخدم ؟ فقالت عمتي للشامي : كذبت والله ولؤمت ، ما جعل


الله ذلك لك ولا لاميرك . فغضب يزيد وقال : كذبت والله إن ذلك لي ولو شئت لفعلت قالت : كلا والله ما جعل ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا ، فاستطار يزيد غضبا وقال : إياي تستقبلين بهذا الكلام إنما خرج من الدين أبوك وأخوك


فقالت زينب : بدين أبي وأخي اهتديت أنت وأبوك إن كنت مسلما قال : كذبت يا عدوة الله قالت : يا يزيد أنت أمير تشتم ظالما وتقهر بسلطانك ، فكأنه استحى وسكت فأعاد الشامي كلامه هب لي هذه الجارية فقال له يزيد : أسكت وهب الله لك حتفا قاضيا .


وروى السيد ابن طاوس في اللهوف هذه الرواية كما يأتي : قال نظر رجل من أهل الشام إلى فاطمة بنت الحسين ( ع ) فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ، فقالت فاطمة لعمتها زينب ( ع ) : أو تمت واستخدم ؟ فقالت زينب ( ع ) : لا ولا


كرامة لهذا الفاسق فقال الشامي : من هذه الجارية ؟ فقال يزيد : هذه فاطمة بنت الحسين ، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب ، فقال الشامي : الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب ؟ قال نعم ، فقال الشامي :
لعنك الله يا يزيد ، أتقتل عترة نبيك وتسبي ذريته والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم ، فقال يزيد : لالحقنك بهم ، ثم أمر به فضربت عنقه ، والذي يظهر ان هاتين القضيتين كلتيهما وقعتا في ذلك المجلس المشؤوم .
قال السيد محسن الامين في لواعجه : ثم دخلت نساء الحسين ( ع ) وبناته على يزيد فقمن إليهن وصحن وبكين وأقمن المأتم على الحسين ( ع ) ، ثم أمر لهم يزيد بدار تتصل بداره ، وقيل أمر بهم إلى منزل لا يكنهم من حر ولا برد ، فأقاموا فيه حتى تقشرت وجوههم ، وكانوا مدة مقامهم في الشام ينوحون على الحسين ( ع ) .


ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Zeinab1

مأجورين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://prince23.yoo7.com
بوعبدالرحمن
عضو
بوعبدالرحمن


عدد الرسائل : 12
تاريخ التسجيل : 18/07/2008

ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني   ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 11:00 am

عظم الله أجوركم و أجورنا

مشكور على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Golden Boy 10
عضو فعال
عضو فعال
Golden Boy 10


عدد الرسائل : 107
تاريخ التسجيل : 19/07/2008

ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني   ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Icon_minitimeالسبت يوليو 19, 2008 9:52 am

ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Dear%20(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكـ ـالقلوب
Admin
Admin
ملكـ ـالقلوب


عدد الرسائل : 160
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني   ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Icon_minitimeالسبت يوليو 19, 2008 7:42 pm

ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Upload2world80eb6xs6wm4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: عظم الله أجوركم   ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 06, 2008 5:23 am

عظم الله أجوركم و أجورنا
مشكور يا البرنس الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكرى استشهاد سيدتنا و مولاتنا بطلة كربلاء البضعة الصغرى ام ابيها السيدة زينب بن علي ابن ابي طالب صلوات الله عليهم الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البرنس  :: قسم المنتديات الإسلامية :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: